وتساهم هذه المحلات في امتصاص البطالة وخصوصا في صفوف النساء والشباب، حيث أن أغلبها يديرها نساء في مقتبل العمر، يهدفن من خلال عملهن إلى نبذ حياة الاتكالية والكسل وبث روح العمل.
ولتسليط الضوء أكثر قام مندوب الوكالة الموريتانية للأنباء بزيارة، لإحدى هذه المحلات في مقاطعة تفرغ زينة، حيث أوضحت، صاحبة المحل فاطمة محمد الأمين اشبيه، خريجة من المعهد العالي للمحاسبة وإدارة المؤسسات متخصصة في المالية والمحاسبة، أنها اقتبست هذه الفكرة من خلال تجربتها في بيع حاويات الشوكولا للمراكز التجارية.
وأضافت أنها بدأت بهذه الفكرة البسيطة، ثم تطورت لتصل إلى فتح محل تجاري خاص بها، وإعداد الهدايا للجميع وبيعها، مبرزة أن هذه الهدايا يتم تزيينها وتعديلها بأدوات بسيطة وبأياد موريتانية.
وبينت أن هذه المحلات تعمل أساسا على تزيين أنواع الهدايا التي تقدم في الحفلات الاجتماعية، كما تقوم بتوفير ديكورات للسيارات والأنشطة والمناسبات الخاصة، وتزيين وزخرفة القاعات التي تقام فيها.
وأشارت إلى أنها تعمل 12 ساعة يوميا وأن دخلها الشهري يتراوح ما بين 60 ألف إلى 200 ألف أوقية.
وثمنت ما تقوم به الحكومة الموريتانية من دعم سخي للمرأة على جميع الأصعدة، بما في ذلك تشجيعها في عدة مجالات، مما مهد لنجاح مبادرات النساء في هذا المجال.
وأوضحت أن عمل المرأة الموريتانية في مجال المحلات وخصوصا محلات الزينة يواجه عدة صعوبات من بينها غياب الأمن والمضايقات التي يواجهنها من قبل البعض والنقد السلبي من طرف المجتمع.
وذكرت بأن هذا المجال يعتبر متعبا من الناحية الذهنية والبدنية والوقت، مطالبة بتوفير الأمن في هذا الميدان، وخصوصا أن العاملات في هذا المجال يتنقلن إلى أماكن لتزيينها وفي أوقات متأخرة مما يعرضهن في بعض الأحيان إلى مضايقات.
وأضافت أنها وبشكل شخصي، درست كل الضروريات التي تساعدها في هذا العمل على الانترنت، داعية الجهات المعنية إلى منحهن دورات تكوينية في هذا المجال.
وأعربت عن استعدادها هي وبعض مديرات هذه المحلات للعمل مع الجهات المعنية بشكل جاد وفعال، بهدف تقديم نموذج أفضل للجميع.
وقالت إن وزارة التشغيل والشباب والرياضة، قدمت دعما لبعض من هذه المحلات الجديدة، لكن لم يكن على القدر الكافي، حسب قولها.
وأوضحت فاطمة محمد الأمين اشبيه، أن بعض الزبناء يشكو من غلاء الأسعار، وتكرار نفس أنماط الزخارف في الهدايا، مبررة ذلك بأن هذين العاملين يكمنان في غلاء كلفة الاستيراد.
وأضافت أن الموردين ليست لديهم الخبرة في معرفة رغبات زبناء هذه المواد، وأنها ومثيلاتها في المقابل ليست لديهن الخيرة في إبداء ٱرائهن للمعنيين بالمواد المستوردة من الخارج، وأنهن يتحكمن فقط في تطوير الزخرفة المحلية لهذه التجارة.
وأشارت إلى أنها تسدد فواتير فتح المحل بشكل منتظم لكل من بلدية تفرغ زينه ولصاحب المحل ولشركة الكهرباء.
وأضافت أن لديها زبناء يتواجدون على عموم التراب الوطني، رغم أن هذه المحلات لازالت محصورة في انواكشوط ولذلك يقومن بشحن الطلبات إلى الداخل الموريتاني عن طريق شركات النقل الخصوصي.
وأشارت إلى أن هذا المحل الذي قامت بفتحه، مهد الطريق للعديد من مثيلاتها من الخريجات بتقبل فكرتها، والعمل في هذا المجال.
وبدورها قالت تسلم ممين، وهي زبونة للمحل، إن هذا المحل يقدم خدمات في متناول الجميع وبأسعار مناسبة، مشيرة إلى أن غلاء المقتنيات يعتبر خارجا عن إرادة المحل.
وأضافت الزبونة أن الزينة والهدايا التي يقدمها المحل دائما تتماشى مع الموضة، مع السعي الدؤوب من القائمين عليها إلى تطوير البضاعة دائما وجعلها مواكبة للعصر.
وبينت أن هذه التجارة لازالت دخيلة على المجتمع وعلى ثقافته، وأن الكثير لم يستوعب مدى جدوائيتها، فيما لا يزال البعض غير واع لأهميتها وما تلعبه في تنشيط الدورة الاقتصادية محليا
0 Comments: