ما وراء بيع "إنفيديا": لماذا ضحّى رئيس "سوفت بنك" بمليارات اليوم سعياً لتريليونات الغد؟

ما وراء بيع "إنفيديا": لماذا ضحّى رئيس "سوفت بنك" بمليارات اليوم سعياً لتريليونات الغد؟

في خطوة أثارت كثيراً من الجدل، كشف مؤسس "سوفت بنك" ماسايوشي سون أن قرار بيع حصة مجموعته في "إنفيديا" لم يكن ناتجاً عن مخاوف من فقاعة الذكاء الاصطناعي، كما يعتقد البعض، بل كان ضرورة لتمويل أكبر رهانات الشركة المستقبلية و  سون قال صراحة: "كنت أبكي ونحن نبيع الأسهم"، مؤكداً أن التخارج كان مؤلماً لكنه جزء من رؤية استراتيجية أوسع.

سون أوضح خلال منتدى "FII Priority Asia" في طوكيو أن سيولة "سوفت بنك" لم تكن كافية لتمويل خطط توسعية ضخمة، أبرزها الاستثمار في "OpenAI" ومشاريع مراكز البيانات العملاقة مثل مشروع "Stargate" و لذلك، كان بيع أسهم "إنفيديا" مقابل 5.83 مليار دولار خطوة حتمية لإعادة توجيه رأس المال نحو الجيل الجديد من تقنيات الذكاء الاصطناعي.

ويبدو أن "سوفت بنك" تسعى لبناء منظومة ذكاء اصطناعي متكاملة، تمتد من تطوير الرقائق عبر الاستحواذ على "Ampere Computing"، إلى الاستثمار في مراكز بيانات فائقة القدرة، وصولاً إلى تمويل أكبر التطبيقات والنماذج، وعلى رأسها "ChatGPT" وتشير شبكات عالمية مثل "CNBC" إلى أن المجموعة اليابانية قد تزيد استثمارها في "OpenAI" قريباً، خصوصاً مع التقييمات المتصاعدة للشركة.

هذا الرهان بدأ بالفعل يؤتي ثماره؛ فقد أعلنت "سوفت بنك" تضاعف أرباحها الفصلية لتبلغ 2.5 تريليون ين بفضل مكاسبها في OpenAI ورغم تحذيرات البعض من فقاعة ذكاء اصطناعي، إلا أن سون يرفض هذه المخاوف تماماً، مؤكداً أن من يروّجون لها "ليسوا أذكياء بما يكفي"، ومتوقعاً أن الذكاء الاصطناعي الفائق سيولد ما لا يقل عن 10% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي مستقبلاً.

وبين دموع البيع وطموحات المستقبل، يظهر أن قرار سون لم يكن تخلياً عن "إنفيديا"، بل خطوة محسوبة في رحلة نحو عالم يعتقد أنه سيكون محكوماً بالكامل بالذكاء الاصطناعي.