الأربعاء، 17 يونيو 2020

حالا في الاسواق... دواء بأربعة دولارات فقط لعلاج كورونا




قال خبراء لهيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، إن دواء رخيص ومتوفر على نطاق واسع يسمى ديكساميثازون قادر على إنقاذ حياة المرضى الذين يعانون من كورونا.
وكشف خبراء بريطانيون إن العلاج بجرعة منخفضة من الستيرويد هو نجاح كبير في مكافحة الفيروس الفتاك، حيث أنه يقلل من خطر الوفاة بنسبة الثلث للمرضى على أجهزة التنفس الصناعي وخفض معدل الوفيات بمقدار الخمس.
ويعتبر الدواء جزءًا من أكبر تجربة معملية في العالم تختبر العلاجات الحالية لمعرفة ما إذا كانت تعمل أيضًا مع الفيروس، ويقدر الباحثون أنه لو كان الدواء متاحًا في المملكة المتحدة منذ بداية الجائحة لكان من الممكن إنقاذ 5000 شخص من الموت كما انه ذو فائدة كبيرة في الدول الفقيرة التي تعاني من أعداد كبيرة من مرضى Covid-19 لرخص ثمنه.
وبحسب بي بي سي ، يتحسن حوالي 19 من أصل 20 مريضًا مصابًا بكورونا دون الحاجة إلى المستشفى، ومن بين الذين يدخلون المستشفى يتحسن الجزء الأكبر ولكن قد يحتاج البعض إلى الأكسجين وهم المرضى ذوي المخاطر العالية التي يبدو أن ديكساميثازون يساعد.
وفي تجربة بقيادة فريق من جامعة أكسفورد ، تم إعطاء حوالي 2000 مريض في المستشفى ديكساميثازون وتمت مقارنتهم مع ما يقرب من 4000 شخص لم يحصلوا على الدواء.
وبالنسبة للمرضى الذين يستخدمون أجهزة التنفس الصناعي فقد قللوا من خطر الوفاة من 40% إلى 28% وبالنسبة للمرضى الذين يحتاجون إلى الأكسجين ، فإنه يقلل خطر الموت من 25% إلى 20%.
وقال كبير الباحثين البروفيسور بيتر هوربي: "هذا هو الدواء الوحيد حتى الآن الذي ثبت أنه يقلل من الوفيات ويقلل بشكل كبير"

الصحة العالمية ترحب
ورحبت منظمة الصحة العالمية بالنتائج الأولية لاستخدام دواء "ديكساميثازون" في علاج عدوى فيروس كورونا المستجد "COVID-19"، والذي قالت إنه ثبت قدرته على خفض خطر الوفاة للمصابين بالمرض.
وقالت المنظمة، في بيان أصدرته ونقلته "روسيا اليوم"، إنها "ترحب بالنتائج الأولية للاختبارات السريرية التي أجريت في المملكة المتحدة وتظهر أن ديكساميثازون، نوع من كورتيكوستيرويدات، قد ينقذ حياة المصابين بحالات حرجة لمرض COVID-19".
وأشارت المنظمة إلى أن اختبارات الدواء أظهرت أن "هذا العلاج يخفض مستوى الوفيات بين المرضى المربوطين بأجهزة التنفس الاصطناعية بنسبة حوالي ثلث، بينما وصلت نسبة تراجع الوفيات بين المرضى الذين يتلقون فقط الأوكسيجين إلى خمس".
ولفتت المنظمة مع ذلك إلى أن الفائدة من استخدام هذا العقار تم رصدها لدى المصابين بحالات حرجة، ولم يتم تسجيلها لدى المرضى في حالات متوسطة أو طفيفة.
وتعليقا على هذا التطور، قال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية: "هذا أول علاج ثبت أنه يخفض مستوى الوفيات بين المصابين بعدوى COVID-19 الذين يحتاجون إلى الأوكسجين أو أجهزة التنفس الاصطناعية".
وأضاف: إنه خبر ممتاز، وأهنئ حكومة المملكة المتحدة، وجامعة أوكسفورد وموظفي المستشفيات والمرضى الكثيرين الذين أسهموا في تحقيق هذه الطفرة العلمية التي تنقذ حياة الناس".

أصل هذا الدواء؟
هو عبارة عن عقار شائع الاستخدام لتخفيف الالتهابات. أظهرت التجارب أن له قدرة على خفض حالات الوفاة بين مرضى كورونا ذوي الحالات الحرجة بنحو الثلث.
ويقول فريق من الباحثين البريطانيين من جامعة أوكسفورد إن العقار أنقذ حتى الآن ما لا يقل عن خمسة آلاف شخص في بريطانيا.
الدواء متوفر وسعره زهيد، إذ إن ثمن قرصه لا يتعدى أربعة دولارات. وعشرة أقراص تكفي لعلاج المريض بحسب "الحرة".
لذلك يتوقع أن يحدث العقار ثورة في علاج كورونا، خصوصا في الدول الفقيرة مثل الهند التي تكافح من أجل القضاء على الوباء.

إستيرويد
يتكون ديكساميثازون من جرعات صغيرة من الكورتيكو ستيرويد وهي هرومونات يفرزها جسم الإنسان بشكل طبيعي من خلال الغدة الكظرية ( adrenal glands ).
وتعمل هذه الهرومونات على تقليل الالتهابات من خلال تغيير استجابة الجهاز المناعي، ومنع انتقال كريات الدم البيضاء إلى المناطق المصابة بالعدوى.
والمعروف أن معظم ضحايا كورونا يلقون حتفهم بحالة التهابية قوية تسمى عاصفة سيتوكين، يهاجم خلالها الجهاز المناعي أنسجم الجسم وأعضاءه، بسبب الانتشار الواسع للفيروس في الجسم. 

تأثيرات واسعة
 وللاستيرويد مجموعة واسعة من التاثيرات، بما في ذلك التمثيل الغذائي والحفاظ على توازن السوائل في الجسم.
ومن أعراض الدواء الجانبية، الشعور بالجوع ورفع نسبة السكر في الدم والأرق وتورم في الكاحل والقدم بسبب احتباس السوائل.
ويستخدم عقار ديكساميثازون منذ الستينيات لتقليل الالتهاب في مجموعة واسعة من الحالات المرضية، بما في ذلك التهاب المفاصل والربو، وحتى السرطان. 

استشارة طبية
يتم إعطاء الدواء عن طريق الوريد لمرضى العناية المركزة، وفي شكل أقراص للمرضى الأقل خطورة.
لا بد أن يتم تناول ديكساميثازون عبر استشارة الطبيب. مع التنويه إلى أنه لم يظهر نتائج فاعلة في الأشخاص الذي يعانون من أعراض خفيفة بكورونا ولا يحتاجون إلى مساعدة في التنفس. 
وقال أنتوني فاوتشي، مدير المعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية في الولايات المتحدة، إن من المرجح قريبا أن تراجع لجنة الخبراء المعنية بتقديم توصيات علاج كورونا، إرشاداتها، في ضوء الدراسة البريطانية الخاصة بديكساميثازون.

مقارنته بريمديسيفير
قبل ديكساميثازون، كان الدواء الوحيد الذي أثبت أنه مفيد لمرضى كورونا هو ريمديسفير الذي يستخدم لعلاج إيبولا. وتكمن أهمية هذا الدواء في تقليل مدة أعراض الفيروس التاجي من 15 يوما إلى 11.
لكن خلافا لديكساميثازون، الأدلة لم تكن قوية بما يكفي لإظهار دور ريمديسيفير، في خفض معدل الوفيات. كما أن ريمديسفير دواء جديد بإمدادات محدودة ولم يتم الإعلان عن ثمنه حتى الآن. 
وفي نفس السياق أضاف خبراء "هناك فائدة واضحة وواضحة. 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق